أخصائية تغذية
في السنوات الأخيرة، برزت حميات تقليد الصيام (Fasting Mimicking Diets - FMD) كأحد المواضيع الرائجة في مجال الصحة والتغذية. هذه الحميات مصمّمة لمحاكاة تأثيرات الصيام التقليدي من خلال تقليل السعرات الحرارية مع الحفاظ على تناول الدهون الصحية والبروتينات، ممّا يتيح الاستفادة من فوائد الصيام من دون الحاجة إلى الامتناع الكامل عن الطعام.
ما هي حميات تقليد الصيام؟
تهدف هذه الحميات إلى تحفيز الجسم على استجابات بيولوجية مماثلة للصيام التقليدي، مثل تقليل الالتهابات، تعزيز تجديد الخلايا، وتحسين صحة الأنسجة.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أنّ هذه الحميات تقلّل مخاطر الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
في دراسة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا (2023)، تبيّن أنّ FMD تساعد في تقليل الدهون في الجسم وتحسين حساسية الأنسولين.
كما أثبتت دراسة في Cell Metabolism (2024) دورها في الحَدّ من الالتهابات وتحفيز تجديد الخلايا، ما يُسهِم في الوقاية من السرطان.
كيف تعمل حميات تقليد الصيام؟
1- تحفيز تجديد الخلايا: تحفّز فترات الصيام القصيرة عملية إصلاح الخلايا التالفة، ممّا يقلّل من مخاطر الأمراض التنكّسية مثل الزهايمر وأمراض القلب.
وأكّدت دراسة من Journal of the American College of Cardiology (2024) أنّ FMD تخفّض مستويات الكولسترول الضار (LDL) وتحسّن صحة الأوعية الدموية.
2- الحَدّ من الالتهابات: تُظهر الأبحاث أنّ هذه الحميات تقلّل الالتهابات المزمنة المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية والسكري.
وكشفت دراسة من جامعة هارفارد (2023) عن دور FMD في تحسين استجابة الأنسولين وخفض مستويات السكّر في الدم.
3- تحسين صحة الأنسجة والأعضاء: بفضل تقليل السعرات الحرارية، تحفّز الحمية عمليات الإصلاح الطبيعي في الجسم، ممّا يعزّز الصحة العامة ويزيد مقاومته للأمراض.
نصائح لتطبيق الحمية
- البدء التدريجي: ينصح بالبدء بتقليد الصيام لمدة يومَين أسبوعياً قبل زيادة الفترات تدريجاً.
- اختيار الأطعمة الصحية: ركّز على الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسّرات والبروتينات النباتية.
- استشارة الطبيب: الحمية قد لا تناسب الجميع، خصوصاً المصابين بأمراض مزمنة.
وتُعدّ حميات تقليد الصيام استراتيجية مبتكرة ومدعومة علمياً لتحسين الصحة والوقاية من الأمراض المزمنة. من خلال اتباع الإرشادات المناسبة، يمكن الاستفادة منها لتحقيق حياة أكثر صحة وطولاً.